أعراض وأسباب مس الجن للإنسان

يسأل الكثير من الأشخاص عن مس الجن وأعراضه ، وقد جاءت الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة عن الجن فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان عن صفية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، وروى الإمام أحمد رحمه الله في المسند بإسنادٍ صحيح أن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: يا رسول الله ، حال الشيطان بيني وبين صلاتي وبين قراءتي ، قال: ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أنت حسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثاً، قال: ففعلت ذاك فأذهبه الله عز وجل عني ، وقال أبو جعفر بن جرير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) ما نصه (يعني بذلك يخبله الشيطان في الدنيا وهو الذي يخنقه فيصرعه من المس) ووافقه البغوي رحمه الله في تفسير نفس الآية المذكورة ، وقد شرح الإمام أحمد بن حنبل لابنه عبد الله في حديث مطول مس الجن للإنسان ونطقه على لسانه وصرعه له ، كما جاء ذلك أيضا على لسان الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد في هدي خير العباد ، والمس له أكثر من 27 عرض لا يشترط أن تتوفر جميعا في الممسوس ، قد تتوفر مثلا ثلاث أو أربعة أعراض وقد تتوفر جميعا وأحيانا لا تتوفر أي أعراض بالمرة في حالات نسميها المس المتعايش ، وتتنوع بشدة أعراض المس و تختلف و تظهر بمستويات مختلفة و ليس من السهل تمييز أعراض المس و اكتشافها من قبل الشخص العادي وقد تتداخل الأعراض بشدة مع الأمراض النفسية كأمراض الفصام ، أو الأمراض العضوية كنقص فيتامين ب أو اضطرابات الغدة الدرقية ، وسواء كان المس كلياً (تلبس) أو خارجيا (مس) أو على جزء معين (لمة) أو يطوف على الجسم (طواف) أو يهرب من الجسم (طيار) أو لا يضر الجسم (متعايش) أو بسبب سحر (خادم سحر) فإن الأعراض قد تتشابه بشدة ومن هذه الأعراض الأرق والخمول وسرعة الغضب والتنميل في الأطراف بدون سبب عضوي ، الوحدة وحب العزلة ، الخوف من أشياء غير مخيفة ، سماع أصوات أو شم روائح غير موجودة ، خيالات في المنام واليقظة وقبيل النوم ، الشعور بالسقوط أثناء النوم ، رؤية حيوان معين بكثرة في المنام أو اليقظة (التخيل) ، الصداع النصفي أو صداع مؤخرة الرأس أو خلف العيون بدون سبب عضوي ، الأحلام المزعجة بالليل ، إحداث أصوات أثناء النوم أو المشي أو حركة بعض الأعضاء لا إراديا أثناء النوم ، مشكلات في العمود الفقري وخاصة مؤخرة الظهر بدون سبب عضوي ، مشكلات القولون واضطراباته بدون سبب عضوي ، السرحان والتأمل المفرط ، إطالة البقاء في الخلاء ، الصدود عن العبادات والقرآن ، خيالات ووساوس وأفكار سلبية ، مشكلات لدى النساء في الدورة ولدى الرجال بألم في الخصية ، تعب عام في النصف الأيسر من الجسم ، رغبة في البكاء بدون سبب ، كره مكان عمل أو مكان السكن ، عض الأطراف أو قطم الأظافر ، الإحساس بحركة هواء دافئ أو تنميل في الجسم ، بقع حمراء أو سوداء أو بنية تظهر بالجسم بدون سبب عضوي ، شد عضلي دائم في عضلات تحت الأبطين ، اضطرابات هرمونية بدون سبب عضوي ، نسيان متكرر ، دوخة بدون سبب عضوي ، وقد تكون الأعراض شديدة مثل النزيف أو الصرع أو القيح أو الجنون أو المرض الخطير كالسرطان ،ولكن نكرر أن بعض الممسوسين لا يتوفر لديهم إلا عرض أو أثنان أو ثلاثة فقط وقد لا تظهر أي أعراض على الشخص في بعض الحالات ، أما عن سبب المس فله العديد من الأسباب أشهرها بسبب السحر بأنواعه ، ومنها أيضا الإعتداء على مساكن الجن كالصراخ في الأماكن الخربة أو المقابر أو التبول بين الشقوق أو إلقاء ماء ساخن في الخلاء (بدون استعاذة) ، ومن أسباب المس النادرة الحدوث عين الأنس (الحسد) أو عين الجن (الحسد السفلي) وأحيانا يرتبط المس بوراثة بأن يكون أحد الوالدين كان مصابا ونقل الإصابة لأحد الأبناء ، ومن ضمن أسباب المس تكرار أسماء حسنى أو آيات بأعداد معينة أو القراءة في كتب تحضير الجن أو كتب تعليم السحر أو تعليم ما يسمى الروحاني والفلك أو البحث عن كنوز وآثار مدفونة أو القدوم على تعلم العلاج بالقرآن بدون تحصين كافي وقد يكون بسبب ابتلاء من الله عز وجل كما حدث مع سيدنا أيوب حيث يقول تعالى (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ) [ص : 41] ، وأحيانا يحدث المس بسبب العشق ، وبسبب ظلم الإنسي للجني بقصد أو بدون قصد وأحيانا قد يكون الشيطان هو الظالم والمعتدي بدون سبب